You are currently viewing حكاية نبهر

حكاية نبهر

  • Reading time:3 mins read

يحكى أنه في قديم الزمان كان يعيش في جزيرة سقطرى رجل قوي وعظيم يدعى (نبهر) متزوج ولديه أطفال ويملك مجموعة من المواشي التي كانت مصدر رزق له ولأطفاله إلى أن حلَ القحط وشحت الأمطار وجفت الأرض التي كانوا يعيشون فيها قرر نبهر أن .ينتقل مع زوجته وأطفالهم الى مكان آخر تكون فيه الأرض خضراء ترعى فيه المواشي ويكثر فيها المطر

 وبالفعل أخذ زوجته وأطفاله وبدأوا رحلة البحث عن مكان مناسب للعيش والاستقرار وبعد أيام وأيام من البحث والتنقل، استطاعوا أن .يجدوا أرضاً خضراء بها من النعم والخير الكثير

.بعد أن استقروا في مكانهم الجديد قرر هذا الرجل أن يذهب في رحلة قصيرة للقرى المجاورة ليبيع جلود الماشية التي قام بجمعها

 ولأن المكان الذي انتقلوا اليه لا يوجد فيه من البشر أحد سواهم، حاولت زوجته أن تثنيه عن الذهاب حتى لا تبقى بمفردها مع الأطفال .إلا أنه طمأنها أن لاشي يدعوا للقلق أو الخوف ومضى في رحلته

ظلّت الزوجة هي وأطفالها في ذلك المكان يتوجسها القلق والخوف في كل ليلة، وفي اليوم الثالث من غياب زوجها عندما حل غروب الشمس واقترب ظلام الليل استشعرت صوت أقدام تسير نحوهم فهرعت الى خارج البيت تستكشف الأمر، لم تجد أحداً الا أن صوت .الأقدام مازالت مستمرة بالتقدم نحوها وماهي إلا لحظات حتى استطاعت أن ترى خيال شخص يتقدم نحوها فارتعدت أطرافها خوفاً

وبعد قليل بدت ملامح الخيال بالوضوح، فإذا هي امرأة سمراء اللون طويلة القامة شاحبة الوجه مكحولة العينين، اقتربت منها وقالت لها: .كيف أمسيت يا امرأة؟ ولكن المرأة لم تنبس ببنت شفة

ومن ثم سألتها مرة أخرى: ألم تعلمي بأن هذا المكان ملك لي كيف تجرأتِ على المكوث فيه؟ والزوجة ملتزمة الصمت لم تستطع الرد، ثم قالت لها المرأة وهي تهددها بلهجة شديدة: غداً وقبل غروب الشمس ستذهبين من هذا المكان والا سوف يحصل لك شيء لم تريه في حياتك؟

وما أن انهت المرأة الغريبة كلامها حتى مضت وتلاشت بين الظلام بسرعة عجيبة، والزوجة جامدة في مكانها من هول ما رأت وصوت في نفسها يحدثها بأن هذه المرأة ماهي الا جنية جاءت تريد أن تستولي على بيتهم وأرضهم مستغلة غياب نبهر عن المكان .وبأنها حتماً ستلحق الأذى بها وبأطفالها وبين كل هذه المخاوف بالكاد استطاعت قدماها أن تحملانها لتعود إلى داخل البيت

.لم تستطع الزوجة النوم حتى طلعت الشمس، وطوال النهار كان قلبها وشفتاها تلهث بالدعاء أن يرجع زوجها قبل غروب الشمس

.غربت الشمس لكن زوجها لم يعد. صارت تندب حظها وتسال نفسها والخوف يملأ جوفها ماذا سيحل بها وماذا ستفعل إن عادت المرأة

.وما أن حل الظلام حتى جاءت إليها الجنية مرة أخرى وهددتها مثلما فعلت في المرة الأولى

وفي صباح اليوم التالي رجع نبهر إلى البيت وبكت زوجته فرحاً برجوعه إليهم، وحكت له تفاصيل ما جرى من المرأة الغريبة في غيابه

فاستغرب نبهر مما حكته زوجته، وفكر بخطه لمعرفة حقيقة ما حصل في غيابه، فلما حلّ الليل واقترب موعد قدوم الجنية اختبأ داخل .الغرفة، وطلبت من زوجته أن تضع فوقه عدة لحافات حتى لا تراه الجنية

بدأت تهمس الزوجة لنبهر أنها تسمع صوت أقدام قادمة إليهم، اقتربت من الباب قليلاً وفجأة فتحته على مصراعيه ظلت صامته لبرهه ثم .بدأت تصرخ وتقول نعم إنها رائحة (نبهر) لقد عاد زوجي إلينا ولن تستطيعي أن تؤذينا وظلت تصرخ وتهدد بقوة زوجها وسطوته

فنهض نبهر من مكانه ووقف إلى جانب زوجته وهو يصرخ: نعم أنا هنا إياك أن تقتربي من بيتي وزوجتي وأطفالي وإياك أن تعودي .إلى هنا مرة أخرى

.هدأت الزوجة بعد كلام نبهر وقالت له إن المرأة خافت منه وفرت هاربة، ومنذ ذلك اليوم لم تعد تلك المرأة للزوجة مرة أخرى

وكان نبهر كلما قرر السفر طلب من زوجته أن تعلق ملابسه خارج البيت وتضع حذاءه أمام الباب حتى تشم الجنية رائحة نبهر وتظن أنه في البيت فلا تقترب منهم، وفعلاً بهذه الخطة نجح نبهر في جعل زوجته مطمئنه ونجح أيضاً في التخلص من الجنية التي لا وجود .لها أصلاً إلا في خيالات زوجته

سجلتها ونقلتها إلى اللغة العربية: مها الدعرهي

حررتها: شذى عبدالعزيز

الصورة للمصور: مجدي القبلاني

اترك تعليقاً