You are currently viewing حكاية طحرر

حكاية طحرر

  • Reading time:3 mins read

الصورة بعدسة الفنان عبدالرحمن الغابري

يتناقل الناس في سقطرى أنه في الماضي البعيد، كان هناك رجل غريب يعيش في منطقة نائية غرب الجزيرة

تناقل الناس أخبار هذا الرجل الذي كانوا يسمونه طحرر وهي كلمة تعني في اللغة سقطرية الشارد أو الكائن الذي يعيش في الغابة مع الحيوانات غير .المستأنسة

كان يعيش في الغابة كسائر الحيوانات لم يلبس شيئا طوال حياته، يخاف من البشر، ويعيش في الجبال والأشجار بعيدا عن عيونهم، فلا يقترب من .السواحل ولا المدن والقرى

يقضي حياته اليومية متسلقا الجبال والمرتفعات يقاسم الحيوانات والغزلان مراعيها وأماكنها وحياتها اليومية، يأكل مما تأكل ويشرب من حيث .تشرب، ويقال إنه لم يظهر كثيرا، وربما كان يتجنب البشر بحيث لم يصادفه أحد إلا نادرا، عاش كما تعيش الحيوانات الهائمة في الجبال، حتى أصبح .لون جلده يشبه لون الأرض التي يعيش فيها

وفي أحد الأيام كان هناك صياد يلاحق الغزلان عند سفوح الجبال، وفي الأحراش والأشجار اليابسة

وبينما هو يلاحقها بين الأدغال ظهر له شبح أشبه بالإنسان ولكنه لا يلبس أي ثياب يجري ويتحرك كالأشباح فظنه الرجل من الجن

شعر الصياد بقليل من الخوف من هذا الكائن الغريب الذي يراه هنا لأول مرة ولكنه تماسك في نفسه، وقرر أن يلاحقه لكي يتبين ما هذا المخلوق .العجيب

وبينما هو يقترب منه وجد أنه أقرب إلى شكل البشر وأنه له ملامح البشر ولكنه مغبر كالأرض، كثيف الشعر

حاول أن يناديه، ولكن يبدو أنه لا يستطيع الكلام أو لا يفهم لغة البشر

كان يصدر أصواتا مختلفة مرة كصوت الطيور ومرة كأصوات الأغنام وأحيانا كأصوات الغزلان

وكلما اقترب الصياد منه، هرب وابتعد، ولكن الصياد يصر على ملاحقته

كان طحرر أسرع منه في الهروب بين الأشجار بسرعة تضاهي سرعة الغزلان في الجري

عاد الصياد إلى القرية وحكى للناس هناك عن هذا المخلوق العجيب فقرر مجموعة منهم أن يذهبوا للبحث عنه والقبض عليه فذهبوا إلى المكان الذي .شاهده الرجل فيها آخر مرة فقرروا أن ينصبوا لها فخاخا في أماكن مختلفة، لعلهم يستطيعون استدراجه إليها

وضعوا الفخاخ، ثم قاموا بإصدار أصوات تشبه أصوات الغزلان وحينما ظهر أصدروا أصوات البشر من الجهة الأخرى وكان يخاف من أصوات البشر .كثيرا فاتجاه إلى ناحية أصوات الغزلان وهناك وقع في الفخ الذي صنعوه له

ارتبك طحرر، وتخبط داخل المصيدة لكنه لم يستطع الفكاك منها فهجم عليه الناس الناس ثم ربطوه بالحبال وحملوه معهم إلى القرية وحينما وصل .كان أهل القرية كلهم قدر خرجوا يشاهدون هذا المخلوق العجيب

كان يرتعش من الخوف والناس محلقين يشاهدونه

قدموا له الطعام والشراب ولكنه لم يأكل ولم يشرب

حاولوا أن يتكلموا معه لكنه لم يستمع إليهم فهو لا يتكلم ولا يدرك ماذا يقولون وهو لا يستطيع أن يتكلم أيضا

كانت رائحته كريهة مثل رائحة الحيوانات البرية وكان جسمه جافا وقويا مثل عقب القدم وشعره كثيف يغطي أغلب جسمه تقريبا

وحين يئسوا من ذلك قرروا أن يقوموا بتنظيفه، فذهبوا به إلى بركة ماء ونقعوه فيها ثم بدأوا بغسله، حتى صار نظيفا، وحلقوا شعره، ثم أعطوه ملابسا

لم يستطع جسمه أن يتحمل هذا التغيير فبدا عليه الهزال والتعب والمرض

لم يعلم الناس ماذا يصنعون به، فقرروا أن يطلقوه لعله يشفى أو يعود إلى حيويته وقوته ونشاطه المعهود

تحرك ولكنه كان في حالة حرجة للغاية لا يستطيع المشي وفي اليوم التالي رأى الناس الطيور تحوم على قمم الجبال فظنوا أن طحرر قد مات فذهبوا إلى هناك من أجل استكشاف المكان فوجدوه قد فارق الحياة والطيور تحلق حوله تنتظر أن تأكله فقال الناس لابد أن نلقي عليه أغصان الأشجار لكي .نحمي جثته من هذه الطيور والجوارح والحيوانات المفترسة

غطوه بشكل كامل من فوقه، ومن جوانبه، ومن كل مكان حتى لم يعد يظهر منه شيئا

فعاد الناس إلى بيوتهم ولكن الناس بعد ذلك لاحظوا أن الغزلان بدأت بالموت بعد موت طحرر واحدة تلو الأخرى لقد اندثرت كل الغزلان من تلك .الأماكن ولم تبق إلا الجبال الراسية

::::::::::::::::::

سجل الحكاية ونقلها إلى العربية: أحمد عيسى الدعرهي

حررها: محمد المحفلي

This Post Has 2 Comments

  1. فلاديمير

    إنو بك مخلوق مش شوم طحرربسقاطري، ويترجم كغزال الي العربية. ولا تزال نوعيته غير محدد علميا حتي الآن.

  2. بدور حسن زيد يحيى

    متى كانت الحقبه التي حدثت بها القصة؟

اترك تعليقاً